بسم الله الرحمن الرحيم

بارتولومي أستبان موريللو

ولد بارتولومي أستبان موريللو في أشبيلية يوم 31 ديسمبر 1617 ، وتوفي يوم 3 إبريل 1682 بعد أن سقط من فوق سقالة في مدينة قادش بأسبانيا ، وهو يرسم الأجزاء العليا من لوحة بعنوان (زواج القديسة كاترين) ، اجتذب فن الرسم موريللو منذ صغره ، وتلقى دروسه الأولى في مرسم جوان دل كاستيلو ، وعاش حياة بسيطة كرسها للرسم ، حيث رسم نحو 400 لوحة خلال 04 عاما ، منها مائة لوحة ضخمة ، وقد شكلت مدينة أشبيلية وروحها وطبيعتها الأساس الفني الذي انطلق منه إلى آفاق أرحب في عالم الفن.
وفي عام 1648 تزوج موريللو من دونا بياتريس كابريرا ، وهي سيدة من عائلة أرستقراطية ، فبدأ يضع لنفسه أسلوبا متفردا في الرسم ، وتخلي عن تأثير فيلازكيز ، وريبيرا وزورباران ، وهو التأثير الذي كان واضحا في أعماله الأولي ، وبالتالي بدأت مرحلة للفنان ورسم لوحات رائعة من بينها رؤيا القديس انطونيو ، وأنجب موريللو من زوجته مالا يقل عن تسعه أطفال ، إلا أن معظمهم ماتوا في سن مبكرة ، ولم يتبق سوي ثلاثة أطفال.
ويضم متحف ألبرادو نحو 40 لوحة أبدعها موريللو ، أهمها وأكثرها شهرة لوحة (الطفلان والصدقة) ، التي أتقن فيها التعبيرات المرسومة علي وجهي الطفلين ، حيث يقدم أحدهما للآخر الصدفة ليشرب منها ، بينما يتابع حمل وثلاثة ملائكة هذا المنظر الذي يجسد البراءة ، وقد نجح موريللو في المزج بين الألوان بطريقة عبقرية ، وفي إضفاء جو من الشفافية على الطفلين.
ومن الأعمال الهامة الأخرى في ألبرادو لوحة (جبل بلادنس) التي من المرجح أن يكون قد رسمها في حدود عام 1678 والتي تأكد فيها نضجة الفني.
وركز الفنان في هذه اللوحة على وجه العذراء الذي يعكس جمالا رائعا وتقوى دينية في الوقت ذاته ، فالجمال ففي اللوحة الهي ولكنه جمال امرأة أيضا ، وهذه اللوحة رسمها موريللو لصالح مستشفى القساوسة في أشبيلية ، واستولى عليها المارشال سولت خلال حرب شبه جزيرة أيبريا ، وأشترتها الحكومة الفرنسية من أتباع سولت في مزاد علني في مايو 1852 ، وظلت لمدة قرن معلقة في متحف اللوفر ، ولكنها عادت الى أسبانيا في عام 1940 بعد تبادل للأعمال الفنية بين الحكومتين الفرنسية والأسبانية ، منذ ذلك الوقت وهي معلقة في متحف ألبرادو بمدريد.
وتعد لوحة ( القديس توماس من فيلانوفا يتصدق على الفقراء ) من أضخم أعمال موريللو ، حيث يبلغ طولها 319 سم وعرضها 149 سم ، وهي في الوقت ذاته عمل فذ يؤكد براعة هذا الفنان ، وتمكنه من أدواته ، خاصة وأن ألوانها غاية في الروعة ، توزيع الإضاءة فيها جاء ليتماشى مع موضوعها.
وفي متحف ألبرادو بورتريه ذاتي للفنان يعد من أفضل الأعمال التي رسمها موريللو ، ولكن يمكن القول بشكل عام أن موريللو تفوق بشكل خاص في رسم الأطفال أو العذارى ، مثل لوحة (يوحنا المعمداني وهو طفل) أو لوحة راعي الغنم الطيب)، حيث يجلس طفل بجوار حمل وعلى وجهه تعبير كله براءة ، ويدرك الزائر بعد تفقده للوحات موريللو في متحف ألبرادو أن معظم موضوعات اللوحات التي رسمها هذا الفنان تركزت حول قضايا وأفكار دينية مستوحاة من الإنجيل ، وأنه قلما خرج عن هذا الإطار.